ملتقى طلاب كلية مجتمع الاقصى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا وسهلا يا زائر والله منور الملتقى بوجودك


    حب حتى الموت

    عاشقة ميدو
    عاشقة ميدو
    طالب متألق
    طالب متألق


    انثى
    العمر : 34
    تاريخ التسجيل : 27/08/2009
    المشاركات : 4407
    عدد النقاط : 5540
    التخصص : سكرتارية دولية

    حب حتى الموت Empty حب حتى الموت

    مُساهمة من طرف عاشقة ميدو 9/1/2010, 9:40 pm

    إنها قصة اثنين قاوموا وجاهدوا وضحوا في سبيل حبهم ...
    وفعلوا وحاربوا المستحيل من اجل بقاء حبهم ..

    ذلك الحب الطاهر الذي اصبح نادرا في هذا الزمان ..
    هو يعشقها بلا حدود..
    هي متيمه في عشقه وحبه ..
    اصبحوا روحين في جسد ...
    لا احد يستطيع تفرقتهم ..
    اصبح حبهم يضرب به الامثال ..
    حتى انهم قاوموا الصعاب ..
    ووقفوا في وجه اهلهم حتى لايمنعوا ذلك الحب ..


    [/center]
    [center]
    وبالفعل ..
    تزوجوا ..
    رغم معارضة بعض الاهل ..
    واكتمل حبهم الآن ..
    هي احبته من كل قلبها ولا ترى بعالمها غيره ولا تستطيع الاستغناء عنه لو لحظات ..
    هو مجنونها ويموت في حبها ..

    بعد الزواج ..
    قضوا أحلى شهر عسل ..
    وأحلى أيام العمر..
    ومر على زواجهما شهر ..
    شهرين ..
    ثلاثه ...
    حتى اكتملت سنه كامله ..
    عاشوا في هذه السنه حلم جميل تمتعوا به وتمنوا ان لا يصحون منه ...

    وفي يوم من الايام..
    استيقظ هو على صوت جرس الهاتف ..
    ولما ذهب إليه ورفع السماعه ..
    وإذا بذلك الصوت الذي يدل على غضب ..
    إنها والدته ...
    وحصل هذا الحوار بينهم ..

    رفع السماعه وإذا بصوت والدته يأتيه غاضباً ... فأحب أن يقطع الصمت
    فقال ( وهو يبتسم ) : صباح الخير يا أحلى ام في الدنيا

    الام ( وبنبره حاده ): أي صباح هذا اللي تتكلم عنه ؟ ..
    الساعه الحادية عشره ظهراً وتقولي صباح الخير !؟!؟

    سامي :
    لكننا مازلنا في الصباح !

    الام :
    اترك عنك هذا الكلام الفارغ والآذن اذهب إلى تغيير ملابسك وتعال بسرعه ,, هيا لا تتأخر !!

    سامي : لماذا يا أمي ..
    خير إن شاء الله ..
    ماذا حدث ؟!

    الام :قلتلك تعالى بسرعه ولا تتأخر ..
    اريدك في موضوع مهم ..

    سامي: إن شاء الله يا أمي ..
    سوف أتناول فطوري مع حنان ( زوجته ) وبعد الفطور سوف نمر عليك ..
    ولن نتأخر إن شاء الله ..

    الام ( وبنبرة استغراب وغضب ): ماذا !؟؟...
    وأنت لا تمشي إلا معاها ؟! ولا تخرج إلا بصحبتها ..
    اتركها في البيت وتعالى بمفردك ولا أريد أن أراها معك ..
    ولا بد أن تأتي بسرعه والآن ..
    ولا تتأخر !!

    سامي ( وبنبرة حزن وهو يعرف ان والدته لا تحب زوجته ) :
    إن شاء الله يا أمي ..

    عندما وضع سامي السماعه وذهب لتغيير ملابسه وخرج إلى الصاله إذا بزوجته حنان ترتب الفطور على المائده ..
    ولما رأت زوجها على عجله من أمره ..
    سألته بكل ود: سامي ..
    حبيبي ..
    لماذا أنت مستعجل !؟؟! لقد جهزت لك الفطور..

    سامي : لا عليك يا حبيبتي ..
    أمي تريدني في موضوع مهم ولابد أن أذهب لها الآن ..

    حنان : خير إن شاء الله ..
    لا تنسى أن تسلم على خالتي يا سامي ..

    سامي : إن شاء الله ..
    مع السلامه ..

    أغلق سامي الباب وراءه وذهب إلى أمه ليرى ما عندها من أمر مهم يجعلها تكلمه بهذه اللهجه القاسيه ..

    وهنـــــــاك ( في بيت أم سامي ) ...
    فتحت أم سامي النار على ولدها قائله له : بذمتك كم صار من الوقت على زواجك ؟؟؟؟

    سامي : تقريباً سنه كامله يا أمي ..

    الام : ماذا تقول ؟؟
    سنه ؟؟
    مضى على زواجك أكثر من سنه !!

    سامي : لماذا يا أمي ؟! هل هناك شيء يختص بزواجي ؟؟؟؟

    الام : لماذا تسأل ؟ ألا تعرف ماذا هناك ؟!

    سامي ( مستغرباً ) : ماذا هناك يا أمي ؟!؟

    الام :
    مضى على زواجك أكثر من سنه وإلى الآن لم نر منك شيئاً !!

    سامي: مني أنا ؟؟

    الام : يعني بالله عليك ..
    مني أنا ؟؟ ..
    أكيد من زوجتك النحس !!

    سامي ( وهو متكدر ) : أمي ..
    ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟!؟

    الام : بذمتك ..
    ألم تمض سنه كامله ولم نر منها شيئاً !؟!

    سامي : يا أمي ..
    أنجبنا أبناء أم لم ننجب هذا الموضوع يخصنا أنا وهي فقط ..
    ثم لم يمض من الوقت سوى سنه على زواجنا !؟!؟

    الام : ما شاء الله ..
    ما شاء الله أصبحت تصرخ في وجهي وتتطاول عليا ..
    العيب ليس فيك بل في هذه الزوجه النحسه التي عندك !!

    سامي : أمي لا تقولي مثل هذا الكلام ..
    يكفي ..
    لا تظلمي زوجتي ..

    تظاهرت الام بالبكاء حتى تلين قلب ابنها قليلا
    وقالت الام وهي تتظاهر:
    العيب مني أنا التي أريد أن أفرح بك وبرؤية أبنائك قبل أن أموت وأدفن تحت التراب !!

    سامي : يا أمي لا تقولين هذا الكلام ..
    أطال الله في عمرك وغداً إن شاء الله سترين أبنائي وأبناء أبنائي أيضاً ..

    الام :
    ومتى؟ متى سيأتي اليوم الذي سأراهم فيه ..

    سامي : قريباً إن شاء الله يا أمي ..

    الام:
    ومتى قريب ؟ في كل مره تقول لي نفس الكلام والآن مرت سنه كامله ولم أرى شيئاً ..

    سامي ( يحاول ان يغلق الموضوع ): يا أمي ..
    كل شيء بيد الله تعالى وليس بيدينا شيء ..

    الام : اسمعني يا ولدي ..
    سوف أصبر وأفوض أمري إلى الله ..

    سامي : إن شاء الله يا أمي العزيزه ..
    سوف أذهب الآن ..
    هل تريدين شيئاً ؟؟

    الأم : اهتم بنفسك ..
    وفي أمان الله وحفظه ..

    لما رجع إلى البيت ....
    كانت حنان جالسه على مائدة الفطور بانتظار عودة سامي ..

    حنان : أهلا بحبيبي سامي ..

    سامي ( ويبدو عليه الحزن ) : أهلا حبيبتي حنان ..

    حنان : سامي حبيبي ..
    تعالى لتناول الإفطار ..
    لم أفطر فقد كنت أنتظرك وكلي شوق ولهفه لرؤيتك ..

    سامي : لا أشتهي طعاماً ثم دخل الغرفه ...
    ودخلت حنان وراءه ..

    حنان : سامي ..
    لماذا أراك حزيناً ؟!؟ ليست هي عادتك يا حبيبي ..

    سامي : سلامتك يا حبيبتي ..
    ليس هناك شيء ..

    حنان : سامي حبيبي ..
    هذا الكلام تقوله للشخص الذي لا يعرفك ..
    ولكنني زوجتك وأعرف ما بك ..

    سامي ( وبعد تنهيده طويله ) : حنان ..
    أمي ..
    أمي يا حنان..

    حنان : خالتي؟ ..
    خير إن شاء الله ما بها ؟

    سامي :هذه المره الثانيه يا حنان التي تقولي فيها ..
    ( ثم توقف سامي عن الكلام خوفا من ان يجرح مشاعرها ) ..

    حنان :
    ماذا يا سامي أكمل؟

    سامي ( يتابع حديثه ) : التي تقولي فيها ..
    ( ويقول بغصه ) أريد أن أرى عيالك ..

    حنان ( وبدأ بعض الحزن في ملامحها لكنها سرعان ما خبأته ) : سامي حبيبي ..
    هي أمك ومن الطبيعي أن تقولك هذا الكلام لأنها تريد أن تفرح بك وترى أطفالك يلعبون أمامها ..
    ولا أعتقد أن خالتي قالت شيئاً غريباً وهذا الشيء من الطبيعي أن تقوله كل أم لولدها ..

    سامي : يكفي ..
    يكفي ..

    حنان :
    إذا كنت تريد أن نذهب لأداء التحاليل والفحوصات فأنا مستعده وليس لدي مانع ولكن لا أريد أن أراك متضايقاً وحزيناً هكذا !!

    ذهب سامي وقبل جبين زوجته حنان ثم قال لها :
    هل تعلمين يا حبيبتي أن حياتي بدونك لا تساوي شيئاً ؟!؟

    حنان ( بابتسامه هادئه ) : وأنا أيضاً يا سامي ..

    وبالفعل بعد أيام ذهب سامي وحنان لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمه ....
    وبعد أيام قليله ظهرت النتائج ..
    وذهبوا لاستقبالها ..
    وفي المستشفى ظهر سامي وتبدو عليه علامات التوتر والخوف وكان خوف حنان أكبر لكنها كانت تخفيه بابتسامه كاذبه في وجه سامي ..
    وعندما ظهرت النتائج .....
    ظهرت الصاعقه التي لم يكن يحتملها الزوجان أبداً ...
    حنان عقيم ...
    عقيم ..
    عقيم ..
    ولا تستطيع الإنجاب أبداً ...
    ومن الصعب علاجها ..
    أخفت حنان فمها بيدها من الدهشه ...
    وامتلأت عيناها بالدموع وهي تنظر إلى سامي سامي الذي امتلأت عيناه بالدموع كذلك ولكنه ضم حنان بقوه وهي تبكي وعندما وصلوا المنزل وفتحوا الباب تفاجأوا بمفاجأه أخرى كانت تنتظرهم هناك ..
    إنها أم سامي جالسه في الصاله تنتظر ...
    وعندما فتحوا الباب اندهشوا لتواجدها ...
    فقالت أم سامي باحتقار : صباح الخير ..
    كان ظني صائباً أليس كذلك ؟!؟

    ذهبت حنان تركض وهي تبكي بشده إلى غرفتها ...
    وأما سامي فقد وقف امام الصاله ...
    وما كاد ان يذهب إلى زوجته ..
    حتى نادته والدته بصوت حاد : سامي كان ظني صائباً أليس كذلك ؟!

    سامي ( وهو يتلعثم ) : أمي ..
    أمي

    الأم ( قاطعته بغضب شديد ) : كان ظني صائباً !؟ العيب فيها طبعا ؟

    سامي : أمي ..
    هذا قضاء الله وقدره ..

    الام ( وهي مندهشه وتلومه بغضب ) : أرأيت يا سامي ..
    هذا جزاء الولد الذي لا يطيع أمه ..
    هذه هي التي أحببتها وكنت مجنوناً بها ..
    أنظر الآن ماذا أتى من ورائها ..
    هذه هي التي أخذتها رغماً عني ووقفت بوجهنا كلنا من أجلها ..
    ألم أقل لك ؟؟ ألم أخبرك بأنه لا فائده تاتىى من ورائها !؟؟!

    هناك في الغرفه كانت حنان واقفه ومسنده رأسها على الجدار ..
    ودموعها الحاره تنسكب على خديها بدون توقف وهي تسمع كل الكلام الذي دار بين سامي ووالدته ..

    وفي الصاله ما زال سامي يكلم أمه
    فقال لها : يا أمي هذا قضاء الله وقدره

    الام ( وهي غاضبه ) : ونعم بالله ..
    ولكنك تستحق ما يحدث لك ..
    هذا هو جزاؤك ..
    عصيت أمك وتزوجت منها ..
    لو تزوجت بنت خالتك أريج لكانت أحسن من هذه العقيمه التي لا تنجب !!

    غضب سامي من كلام والدته
    وقال : يكفي يكفي يا أمي ..
    هذه حياتنا ونحن أحرار ..
    لا أريد أطفالاً ..
    لا أريد أحداً ..
    أنا أحبها ..
    أحبها ولن أتخلى عنها ولن أتزوج غيرها !!

    الام غاضبه : حبتك الجراده أنت وزوجتك النحس قول آمين !! ...
    اسمع يا سامي ..
    في أول الأمر عصيت أمرنا ومشيت على هواك وتزوجتها ووافقناك على ما أردت وانظر الآن إلى أن أخذك عنادك ..
    أخذك إلى امرأه عاقر لا تنجب والآن جاء دوري لأتكلم ولن أسكت أبداً !!

    سامي :
    هذه حياتنا ونحن أحرار وليس لأحد دخل بها ..!

    الأم ( غاضبه ) : اصمت ..
    لا تقل كلمه واحده بهذا الشأن ..
    هل يوجد رجل في هذه الدنيا لا يريد أطفالاً يكبرون أمام عينيه ويحملون اسمه واسم عائلته !!؟؟ ..
    ماذا تريد الناس أن يقولون عنا ؟؟ يالها من فضيحه ..
    سامي يرفع صوته في وجه أمه ولا يطيع أمرها
    ويقول لأمه : أحبها ..
    ولا اريد أبناءاً ابداً !!

    سامي (وهو يخفض صوته) : أمي ..
    أرجوكى ..
    اخفضي صوتك واسكتي ..
    حنان حزينه جداً بسبب هذا الموضوع ولا أريد أن أزيدها هماً على همها !!

    ترد الأم وهي مندهشه وغاضبه : لا والله ..
    دعها تسمع كل شيء فلا يهمني أنا إن كانت تسمع أم لا ..
    العيب منها هي وليس منك أنت حتى تخاف عليها ..
    اسمع يا سامي ..
    أنت ما زلت شاباً صغيراً فلا تقل لي أنك سوف تضيع حياتك مع امرأه لا فائده تاتى من ورائها !!

    حنان ما زالت في غرفتها مسنده رأسها إلى الجدار وهي تبكي مستمعه إلى الحديث الذي يدور بين زوجها سامي وبين أمه ..

    يواصل سامي حديثه مع أمه
    فيقول لها :
    سوف أقضي عمري كله مع حنان ولست مهتماً بموضوع الأطفال ولن أهتم بأحد مهما كان ..

    الأم ( ترد باستهزاء ) : يا عيني على الحب ..
    يا سلام يا سلام ..
    اترك عنك هذا الكلام الفارغ واترك عنك قصص الأفلام ..
    اليوم سوف أذهب إلى الخطابه ( أم جمعه )
    وسأجعلها تبحث لك عن زوجه أحسن منها تنجب لك الأبناء الذين يحملون اسمك واسمنا ..

    يرد سامي وهو مندهش ومصر على قراره : اسمعي يا أمي ..
    لو انطبقت السماء على الأرض فلن أترك حنان مهما كان ولن أتخلى عنها حتى لو أحضرت لي أجمل وأغنى نساء الأرض !!

    الام : اسكت ..
    ولا تنطق بكلمه ..
    من الغد سوف أبحث لك عن زوجه جديده أفضل من هذه المرأه عديمة الفائده هذه عقيـــــم ..
    عقيــــــــم ..
    افهم!!...
    عقيم ولا تنجب العيال .. !!

    ما زالت حنان تستمع للحوار وتبكي بحراره وحرقه وتهمر دموعها الساخنه على وجنتيها وكلمات خالتها تتردد : عقيم..
    عقيم ..
    عقيم ولا تنجب الأبناء ..

    قال سـامي لأمه وقد جن جنونه وغضب غضباً شديداً : لن أتزوج أبداً وافعلي كل ما تريدين فعله ..
    حنان زوجتي وحبيبتي وكل دنيتي ..

    الام ترد بغضب : أف عليك وعلى حنان ..
    سوف تتزوج غصباً عنك وعنها ..
    انا امك وادرى بمصلحتك ..
    وأريد أن أرى عيالك قبل أن أموت ..
    هل تسمع ؟ إذا لم تسمع كلامي وتأخذ بقراري فمن اليوم فصاعداً لست بولدي ولست بأمك وسأبقى غاضبه عليك إلى يوم الدين !!

    سامي : حنان حبيبتي وزوجتي وستبقي حبيبتي وزوجتي طول العمر !!

    دهشت الام وجن جنونها ...
    وحدقت بولدها بنظره غضب وكأنه يتطاير من عيناها الشرار ..
    ثم فتحت فمها وقالت : روووح يا سامي ولا انت ........
    وما كادت الأم تكمل كلامها حتى فتح باب الغرفه ...
    وظهرت حنان راكضه ودموعها تنسكب كالشلال ساخنه وعيناها اللتان احمرتا من كثرة الدموع
    وصرخت على خالتها : يكفي يا خالتي لا تكملي ..
    ثم أتت راكضه إلى زوجها متوسله إليه وانزلت رأسها وهي تقبل يده ودموعها تبلل يده وهي تقول ببكاء شديد
    وهي تصرخ متوسله تحت قدميه : سامي حبيبي ..
    أقبل يديك وقدميك ..
    أرجوك وافق وتزوج يا سامي ولا تغضب امك عليك يا سامي ... !!

    أخذت دموع ساخنه تنهمر بحراره على خدي سامي ..
    حتى نزل إلى حنان وهي تحته وأمسك يديها وهو يقبلها بشده
    قائلا : حنان ..
    حنان ..
    لا يمكنني العيش بدونك ..
    أنتي لي الدنيا بأكملها ..
    لا يمكن أن أتزوج من امرأه أخرى غيرك ..
    سوف نبقى معاً للأبد ..
    سوف نبقى للأبد ..

    كانت الام تنظر مندهشه حتى امسكت حنان قدم سامي وهي تبكي بشده وتصرخ متوسله
    وتقول :ارجوك يا سامي ..
    أرجوك وافق يا سامي ..
    وااافق انا موافقه انك تتزوج ..
    انا موافقه ..
    وافق ياسامي ..
    ولا تجعل أمك تغضب عليك يا سامي !!

    بقى سامي صامتاً صامداً وهو يبكي
    ويقول: لا يمكن أن أعيش مع أخرى ..
    لا أريد عيالاً ..
    أنا أريدك أنتي ..
    وأخذت حنان تبكي وتنتحب
    وتقول : سامي إذا كنت تحبني وتريد لي الراحه وافق على الزواج ..
    أرجوك وافق ..
    وهي تقبل يده حتى انكسر هنا قرار سامي ..
    فلقد حلفته بحبها وبها ..
    فنظر إلى والدته وعيناه تملأها الدموع بغضب ..
    ثم رأى حنان التي تبكي وتتوسل ..
    ثم اسدل رأسه واخفضه ..
    ليدل على الموافقه عندما رأت الام ذلك الموقف ...
    مسحت تلك الدمعه التي نزلت على خدها ..
    وابتسمت بانتصار لموافقة ولدها على طلبها وذهبت ....
    وبالفعل ..
    بعد عدة ايام وجدت العروس المناسبه ..
    وتم فعل كل شيء ..
    وخططت هي مع اهل العروس على كل شيء ..
    حتى حددوا موعداً للزواج ليكون خلال الاسبوع القادم وهو يوم الخميس ...
    وقبل العرس بأسبوع ..
    عندما اتى سامي إلى منزله ..
    ودخل وبدل ملابسه وعلى ملامحه الحزن الشديد والحيره ..
    وجد هناك على تسريحه الغرفه ورقه مربعه ..
    عندما اقترب منها ..
    تبين له ان هذا هو خط حنان ..
    ثم دهش . .
    وأخذ يقرأهـا :
    حبيبي سـامي ..
    لقد أخذت كل أغراضي وحاجاتي لأترك لك المكان ..
    ورتبت كل المنزل لزوجتك الجديده ...
    اعذرني يا حبيبي لكنني لا استطيع الآن ان اعيش مع الانسان الذي احببته من اعماق قلبي والآن أراه مع شخص آخر ..
    لكن تأكد حبيبي ..
    أنني في منتهى السعاده ..
    متمنية لك اجمل حياه معها ..
    وان شاء الله ترزق بالذريه الصالحه لتفرح قلب خالتي ...
    آسفه لعدم وضوح الخط ..
    ابعثر كلماتي في هذه الورقه ودموعي تنزل متشتته عليها ...
    انت اوفى مخلوق على وجه الأرض ..
    انت حبي وستبقى حبي ولن ارضى بغيرك ..
    حياتي ستنتهي بدونك ..
    لأنك بالأصل حياتي ...
    حبيبي هذا قدر الحكم وظروف الزمن...
    لا احد يستطيع الاعتراض ..
    عش حياتك حبيبي ...
    وصدقني يا حبيبي من أجلك ..
    سوف احضر عرسك ...
    ليكون هذا آخر لقاء بيننا ..
    بعدها سأرحل ...
    الوداع يا حبيبي ...
    وألف مبـروك ...
    الوداع الأول هذا ..
    والوداع الثاني في ليلة عرسك ...
    حبيبي اتمنى ان تقرأ رسالتي مرتين هذه المره الأولى والثانيه بعد الليله الثانيه في ليلة عرسك ..
    وداعا ....
    حنان ..

    كان سامي يقرأ الرساله والكلمات التي خطتها حنان ودموعه تنهمر بشده ...
    لقد كان يرى تلك الورقه التي تلطخت بدموع شديده من عيون حنان ...
    وهنا عاد إلى واقعه ...
    ليصرخ صراخ مكتوم في قلبه ودموعه التي اصبحت نهرا...
    ومر الأسبوع ببطئ...
    وبحزن شديد ودموع لا تفارق سامي ...
    اتت تلك الليله الموعوده ليلة العرس ليلة زفاف سامي ليجلس بكرسي بجنب امرأه اخرى ...
    غريبه وعندما بدأ العرس ...
    ودخلت العروس ...
    وبعد ساعه ...
    ارتفع صوت الزغاريد وكانت الأم غايه في السعاده وأغلب النساء يشاركونها هذا الفرح ...
    عندما دخل سامي وهو يرتدي البشت ..
    ومن ورائه الرجال ...
    ارتفع صوت الأم وهي تهلل بولدها وصوت النساء الذين يشاركونها فرحتها ..
    وارتفع صوت الزفه ..
    والنساء :ألف الصلاه والسـلام عليك يا حبيب الله محمد ......
    وازداد صوت الزغاريد والتصفيق وسامي يمشي ببطيء وعيناه تبحث عن شيء ...
    انه ينتظر احد الأشخاص ؟ ..
    كان يبحث عنها في عينيه ...
    حتى وصل إلى عروسه ليجلس بجنبها ... ..
    العروس تملأ وجهها ابتسامه...
    ووالدة سامي واقفه في قمة السعاده ...
    وسامي يبحث عنها من بين الحاضرين ..
    أين هي ..
    اين هي ..
    لا وجود لها بالحفله ... !!

    أحست أم سامي بولدها وهيئته الحزينه في وسط الناس والمدعوين
    وذهبت إليه لتهمس في اذنه : سامي ..
    ابتسم ..
    الناس بدأت تشك في أمر زواجك !!

    كان سامي غير مبالى بشيء وكان شكله يثير الجدل لكل من المدعوين ..
    وكانت عروسه بجنبه تنظر إليه وهو غير مبالى بأي شي ...
    يبحث عنها ...
    عندما انفتح الباب ودخلت ..
    هو ذلك الشخص الذي كان يبحث عنه ..
    انها هي ..
    مرتديه ذلك الفستان الأسود الذي يعبر عن حزنها ووجها الذي دائما اعتاد عليه ..
    كان شاحبا لكنه كان منيرا وعيناها التي زينتهما بكحل أسود ....
    إنها هي ..
    هذه هي حنان ..
    وقع نظره عليها في وسط المدعوين وهي تفتح الباب ..
    آه لقد رأته ..
    تبادلا تلك النظره في وسط هذا الضجيج وفي وسط هذه الناس ..
    إنهما الآن اصبحا في عالم آخر..!!

    نسي سامي كل شيء من حوله ..
    الناس والمدعوين وعروسه وكل شيء وأصبحت عيناه كلها عليها هي فقط ..
    وهي تقترب وتقترب وتقترب ...
    وقلبه الذي طالما دفأته هي يدق اكثر ..
    دقاته سريعه ..
    يرى في عينها دموع حائره توشك على الانهمار ...
    حتى توقفت الاغاني ...
    ليهدأ المدعوين ...
    وليقولون في السماعات : أغنيه من شخص عزيز على المعرس .. تهديها له في هذه الليله .....
    سامي انبهر عندما جلس الحاضرون يرون من هو ذلك الشخص العزيز ..
    وإذا بها تشق طريقها بين الحاضرين ..
    وتحاول ان تجمد دمعتها لثواني حتى تبتسم قليلا امامه وامامهم ...
    حتى اوشكت ان تبدي الأغنيه بموسيقى جميله معبره وحزينه ..
    وهي تمشي بذلك البطئ وكل عيون المدعوين تراها ..
    الكل يتسائل : من هذه؟ من هي؟ من تكون؟...
    ما هو وجه القرابه بينها وبين العريس ؟ ..
    لماذا تمشي بذلك البطء؟ لماذا عيناها تملأ بدموع ؟..
    كل هذه التساؤلات كانوا يتهامسون بها ..
    النساء والمدعوين ..
    حتى بدأت تلك الأغنيه ليقول مطلعها وحنان تبطيء خطواتها :...
    حرمتيـــــنا ..
    يا دنيانا من الغالي حرمتينا ...
    بقت كلمه بخواطرنا بعدنا لا ما قلناها ...
    وعلى غفله من الفرحه ..
    يا فرقانا سرقتينا ..
    حكايتنا مع الغالي بعدنا ما كتبناها ...
    لنا غنوة فرح عيت حروفك لا تخليها ..
    نغنيها وهو ياما بصوته قال وغناها!!؟ ..
    رسمنا الحلم بعيونه وبالغنا بأمانينا ..
    أثارينا نعيش اوهام بنتعب ما وصلناها ..

    وهنا كانت حنان تمشي خطوات راقصه حزينه ببطء وبدأت في الرقص الحزين ....
    وعيناها تسيح من الدموع كأنها نهر جاري ...
    وهو يشاهد ذلك المنظر الحزين وتدمع عيناه ..
    والناس على دهشه من امرهم ...
    سامي ينظر إليها وهي ترقص وتبكي ...
    انها تكاد تسقط حزينه باكيه ليحدق بها ليطلب منها ان تجلس لأنه احس انها متعبه ...
    وفجأه .. وسط كل الحاضرين جاءت تقترب من العريس ...
    حتى اقتربت منه ...
    تناظره بعينيها التي أصبحت من الدموع حمراء وتنسكب الدموع على وجهها ومن بقايا كحل امتزج بدموعها فأصبح شلالاً اسود اللون على خدها ...
    ولما اقتربت اتته
    تقول له وهي تبكي :
    مبــــروك .........
    لم يستطع سامي منع نفسه من البكاء فنزلت دموعه الحاره على وجنتيه فأتت هي ومسحت دموعه بيدها
    قائله له : لا ..
    لا تبكي يا حبيبي ..
    لا تشيل همي ..
    انا بروح ..

    سامي باكيا :
    لا يا حنان لا لا تقولين هذا الكلام ..

    حنان : سامي حبيبي لا تحزن عليا ..
    وفقك الله ..
    سوف أذهب ..

    قال سامي حائرا : تذهبين ؟ إلى أين ؟
    ثم نظرت إليه وهي تبكي وذلك الشلال الاسود ينهمر على خديها ....
    ثم قالت : الوداع
    وقبلته ثم نزلت إلى وسط الصاله وهي تنظر إليه وتبكي وتتمتم
    وتقول : آه يا زمن آه ...
    آه يا زمن آه ...
    ما بكيت وانا طفله صغيره ...
    لكن في هذا العمر أبكي أبكي ..
    آه يا زمن آه ...
    ما شكيت من واحد غيرك ..
    واليوم انا غصب علي ابكي أبكي ..
    آه يازمن ..

    وهنا نظرت إليه بحرقة قلب ...
    والشلال الأسود ينهمر ...
    صرخت بكلمة آه ...
    ثــم ..
    ثـم سقطت فالتم الناس عليها وسامي وقف جامداً صامتاً لا يتحرك ..
    توقف كل شيء فيه ..
    دقات قلبه ..
    عروقه ..
    كل شيء تجمد فيه ..
    وحبيبة قلبه ملقاه على الأرض ...
    ليــــــــــصرخ مناديا متوســــــــــــلا : حنــــــــــــــــــان ... ويأتيها راكضا بوسط الصاله ...
    لكنه كان متأخرا ..
    حنان ..
    ذلك الملاك ..
    فقد الحياه ...
    لم يبقى منها إلا جثتها الجامده ..
    فاتاها باكيا وهو يصرخ بشده والجميع ينظرون ...
    وأخذ يبكي على جثتها ويحتضنها ويصرخ ..
    ومن ثم يقوم ويغطيها بالبشت ..
    حنان حنان ...
    وضمها بقوه من جديد إلى صدره ...

    اتصل أحد المدعوين بالاسعاف وبعد ربع ساعه أتت سيارة الإسعاف ..
    وأخذوها وهو يبكي عليها ..
    عيناه لا ترى شيئاً سواها وسوى الدموع ...
    الحــلم الجميل ...
    والبيت الصغير ..
    كل شيء ولى و راح ؟ ..
    كل شيء تكسر ..
    كل شيء تغير ..
    ذهبت التي كانت تمسك بيده عندما يسقط ..
    ذهبت التي كانت تسمعه وتحاكيه ..
    ماتت صاحبة القلب الكبير .. !!

    من المـــرار والحرقه أخذ سامي يصرخ بقهة ويضرب رأسه بقوه ..
    لتأتيه أمه باكيه وتضمه
    وهو يقول باكياً من الألم : آه يا أمي ..
    آه ..
    راحت حنـــــــــــان ..
    لقد ماتت حنان يا أمي ... ا
    لغاليه راحت يا أمي ..
    راااااااااحت ...
    وأخذت الام تبكي وتضم ولدها : الله يرحمها يا ابني ..

    وفي خضم هذه الساعه الرهيبه أحست الأم بابنها لا يتحرك في صدرها ..
    فنادت منفزعه : سامي ؟؟

    وجدته ساكنا لا يتحرك وهي تضمه ...
    سامي ؟ ..
    ساااااااااااااااااااامي لقد فقد الوعي .......
    ونقل إلى المستشفى وبعد يومان خرج من المستشفى .........

    عندما رجع إلى المنزل ومعه امه ...
    دخل وهو يبكي ووالدته ممسكه به
    فقال : البيت من دونها لا يساوي شيئاً ..

    الام وهي تبكي :
    اطلب لها الرحمه يا إبني ..

    دخل سامي غرفته ...
    تذكر ..
    الرســاله ...
    لقد قالت له : انها تاركه له رساله ....
    ولـما ذهب وعثر عليها قرأها :

    حبيبي سامي ...
    اتمنى لك من اعماق قلبي التوفيق ..
    ومبروك على الزواج ...
    واتمنى ان تبقى ذكراي في قلبك إلى الأبد ...
    انني احبك وما زلت احبك ..
    لكنني رحلت ..
    كل ماا طلبه هو ان تذكرني ...
    حبيبي سامي ...
    لا اريد أن اعيش دنيتي الآن ..
    لأنك حياتي كلها وحياتي قد انتهت ...
    اتمنى ان تكون حنان دائما في ذاكرتك ...
    وداعا يا حبيبي ...
    وداعا لا لقاء بعده ...
    سوف ارحل ..
    حنان

    أخذ يبكي بشده ويضرب على صدره
    ويقول : أنا السبب ..
    أنا السبب ..
    لقد ضيعتها وضيعت نفسي ..

    أتت أمه وضمته بشده إليها وهي تبكي : شد حيلك يا إبني ..
    الله يرحمها برحمته إن شاء الله ..

    قال سامي باكيا : لقد ذهبت يا أمي ....
    لن تعود أبداً ..
    حنان راحت ..
    رااااااحت حنان ..
    خلاص ..
    ما عاد لي حياه أعيشها دونها ..

    أخذت الأم تتحسر على ولدها وتبكي : لا يا ابني ..
    اصبر وما صبرك إلا بالله ..
    يكفي يا سامي ..
    لقد مزقت قلبي يا حبيبي ..

    بالأمس كانوا جنبنا ..
    حاسين بنار جرحنا ..
    ويصبرون قلبنا على الحياه ..
    لو تهنا او ضعنا عيون ترجعنا ..
    وقلوب تسمعنا ..
    لو قلنا آه وفضيت علينا الدار ..
    والوحده مثل النار ..
    راحواا اللي كانوا بيمسحوا بيدهم دموعنا . .
    راحوا اللي كنا نرمي بأحضانهم وجعنا حلم السنين تاه ..
    وبقلبي مئه آه ..
    من يومها طعم الحياه ..
    مثل المرار ولا ألف صرخة ألم ..
    ولا ألف دمعة ندم ..
    وقت الفراق اتحسم ..
    وبأيدينا أيش ؟..
    هذا نصيبنا وقدرنا ...
    احزانا تكثرنا ..
    يارب صبرنا على اللي احنا فيه ...

    بعد ذلك .....
    ذهب إليها ..
    نعم ..
    ذهب إليها ..
    يزورها هناك ..
    ليرى قبرها وعندما ذهب وشاهده ..
    ارتجفت قدماه فلم يستطع ..
    فأتته الذكريات كالبرق في ذاكرته ...
    يوم زواجه ..
    ذكرياته مع حنان ..
    وجه حنان ..
    وفي الأخير وفاة حنان ..
    حتى سقط على قبرها باكيا مناديا :
    حنـــــان سامحيني يا حنـــــــــــــان !!!

    لا يا عمر يا من زهور لا تروح لا تروح ..
    يكفي الم يكفي جروح لا تروح لا تروح واليوم ما تفيد الدموع ..
    ولا الندم ولا الرجوع بانت نهايتنا خلاص ..
    خلاص ..
    وش باقي فينا ما بقى وش باقي فينا حتى الحزن منا اشتكى ..
    وش باقي فينا واليوم ما تفيد الدموع ولا الندم ولا الرجوع بانت نهايتنا خلاص ...
    خلاص ..

    نعم .. الحب الحقيقي لا يموت ..
    الحب الحقيقي يبقى حتى النهايه



      الوقت/التاريخ الآن هو 2/11/2024, 8:26 pm