تشجعوا،
وتصرفوا مثل السادات، والملك حسين، وإسحق رابين، بهذه الكلمات يستحث "جميس جونز،
مستشار الأمن القومي الأمريكي، رؤساء وملوك العرب للبدء بالمفاوضات مع إسرائيل، بعد
أن أعتبر أمن إسرائيل حيوي لأمن الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن اللافت في كلام
المستشار الأمريكي؛ أنه لم يضرب المثل بالشهيد ياسر عرفات، لقد أسقط اسمه متعمداً،
وهو الذي وقع على اتفاقية أوسلو، وتسلم جائزة نوبل للسلام، والتي يفترض أن تكون
وثيقة براءة، أو شهادة حصانة تؤهل حاملها دخول المجتمع الدولي بسلام
الشجعان.
تجاهل
الشهيد أبي عمار من قبل مستشار الأمن القومي جاء ليؤكد أن السلام الذي تفتش عنه
أمريكا وإسرائيل يختلف عن السلام الذي يسعى إليه الفلسطينيون، إن السلام الأمريكي
المطلوب هو من النوع الذي يعطي لإسرائيل كل ما تريد، ويترك الفلسطينيين يلعقون
أحزانهم في الميدان، ويجردهم من أهم عناصر قوتهم، وتواصلهم مع أمتهم العربية،
وتكاثفهم مع أمتهم الإسلامية.
ولما كان
الرئيس الفلسطيني أبو عمار قد أدرك مصيدة أوسلو التي وقع فيها، ووقع عليها، فقد قرر
التوقف، وجف القلم في يده، وجفل عن التوقيع في قمة كامب ديفيد الثانية، لذلك حوصر،
وتمت تصفيته على مرأى ومسمع من اللجنة التي منحته جائزة نوبل للسلام، وبهذا يكون
أول إنسان حامل لهذه الجائزة، تتم تصفيته بتهمة الإرهاب، أو الإحجام عن دخول مصنع
السلام الأمريكي، والتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني.
في المقابل؛
فإن جائزة نوبل" للسلام كانت الشفيع لليهودي "إيلي فيزل" أو ربما الذريعة لينشر
إعلاناً كبير الحجم في الصحف الأمريكية، يدعو فيه الإدارة الأمريكية إلى إرجاء
التفاوض على القدس إلى مرحلة متأخرة، ويدعو إلى الكف عن الضغط على إسرائيل، وينتقد
الإدارة الأمريكية على تحمليها إسرائيل مسئولية عدم استئناف المفاوضات مع
الفلسطينيين.
الإعلان
الذي نشره "إيلي فيزل" مع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، وكلاهما مقرب من
"نتانياهو" جاء ليؤكد الإجماع اليهودي على اغتصاب القدس، وأن وقف تهويدها من خلال
المفاوضات أمر مستحيل، ولا يسمح لأي كان أن يصر في طلب وقف التوسع الاستيطاني،
ليصير السلام الذي تنادي فيه أمريكا هو سلام ضاغط على العرب، ويلبي المصالح
الإسرائيلية. إنه سلام الشبهة، وليس سلام الشجعان.