يا عرفاتْ
كيف سقطت الآن أخيرا ؟
أين سلاحك ذاك الصامد ..
في وجه الخونة والغاراتْ ؟
أين ( الغصن الأخضر ) من يدك ..
القابضة عليه برغم ملايين الطعناتْ ؟
سقط الغصن فهنت عليهم
فاغتالوا حتى بسمة وجهكَ ..
حين يعانق آلاف النجمات
باعوك اليوم بلا ثمنٍ
باعوك وقالوا :
السم الراسخ في قلبك ..
سمٌ أوروبيٌّ !!
يبتاع هناك علي العتباتْ
والقاتل لم يترك أثرا لجريمته
لم يترك حتى البصمات
باعوك وقالوا :
إن بقتلك سوف يجوب السلم ..
شوارع ( تلّ أبيب )
ويعود الدفء لأسواق ( نتانيا )
ويكف جنود ( القردة ) ..
عن قتل العُزّل في الطرقاتْ
باعوك ويصطفون الآن لأخذ عزائك ..
يا فاجعتي
لو ترجع من موتك ساعة
لبصقت علي وجه الخونة وبكل ثباتْ
*** *** ***
كيف سقطتَّ الآن أخيرا ؟
من بعد حروبٍ وحِصَارٍ
وصهيل جيادٍ في البطحاءْ
فهنيئاً قد صرت الآن بلا ألمٍ
ورحلت طليقاً
منتشياً
تنعم بجنان خضراءْ
تسعد بلقاء نبيك وعلىّ
والفاروق ..
وحمزة والخنساءْ
لا تنسى ..
سلامي للخنساءْ
أبلغها أن الشعر ( قتيلٌ وطريدٌ )
لا يملك حق العودة ..
لقلوب العرب الصمّاءْ
أبلغها (( أن القدس يدنسها
لو وضعت شارون بإحدى ..
قدميها الطاهرتين حذاءْ ))
أبلغها أن الفرسان بأمتنا
من كثرة أكل ( البيتزا ) صاروا بُلَهَاءْ
لا يَنْوونَ الزحف ولكن
ينوون معاقرة الصهباءْ
ومضاجعة امرأة ثكلى
تَنْعِي ولدا في الأسر ..
وزوجا بين الشهداءْ
ما أسوأ هذا الزمن الحامل في جعبتهِ ..
( بسوسا ) أخري ،
ما نوشك أن ننفض ..
فيرمينا بمجاهل ( داحس والغبراء )
*** *** ***
كيف سقطت الآن أخيرا ؟
والجرح الغائر في قلبك يأبى
أن يصرخ إلا للـهْ
فتهون الدمعة حين تسلم وجهك ( للأقصى )
ولسان الحال يقول بقلبك واقدساهْ
واقدساهْ
ما أسوأ هذا الزمن الشاخص في أعيننا
محض استسلامٍ
للوَجَل القابع في سكناهْ
يتربص بموالى الأمة
ينقض عليهم ، يغرقهم ، يطمس وحدتهم
ينهال عليهم سباً وبغاء
إرهابيونْ ، أشرار ، تجار رقيق
مصاصو دماء
هل حقا أمتـنا اكتسبت مكرا ودهاءْ
أم أن الغرب يكبلنا ، يعصم أعيننا
ويكمم أفواه الأحرار ..
لكي يضمن صدق الأنباءْ
يا عرفات الآن تموت أخيرا
فتبسّم . قايضت حياتك بحياةٍ أسمي
فظفرت بعيشكَ بين الشهداءْ