قصة قصيرة: تافهة
ربما هي جميلة ، بل حقا هي كذلك ، من الغباء أن ننكر الجمال حينما نراه، فقط لأنه موجود بالحد الذي لن نراه ، صوت سلسلة المفاتيح في يمناها ينسجم مع صوت حذائها القصير ، يرمقها الشاب القادم من الاتجاه المضاد بسذاجة واضحة رغم البدلة التي يرتديها ، فتبتسم له ابتسامة صفراء وتخفض عينيها في دلال ، فيصطدم بالرجل الذي كان يسير خلفها ، فيرتفع صوت ضحك مجموعة من الصبية ذاهبون إلى مدارسهم ..
تدلف إلى محل أزياء ، تسأل عن ذلك القميص المرقع الذي يقول البائع أنه موضة في جنوب شرق البرتغال ، تأخذه وتدفع للبائع بلا جدال ، ولم تنس وهي خارجة أن تعيد تصفيف هندامها على الزجاج المنعكس، ولا زالت تسير ..
مجموعة من الفتيات قادمة ، صوتهن عال ، عال حقا ، واستطاعت أن تسمع كلمات على غرار : المكياج جعل وجهها أكثر سوءا ، تصورا ظننتها أمنا الغولة .. ويرتفع صوت ضحكاتهن عال .. عال حقا .. تسمع الجملة الأخيرة فتضحك هي الأخرى بصوت عال .. عال حقا ..
ها هي تصل .. كم أتعبها المسير ، لكنها مضطرة لذلك ، حرام ألا يرى جمالها سوى خمسة أشخاص تشاركهم السيارة ، بينما بهذه الطريقة يمكن أن يراها ألف شخص ، ثم كيف سيرون جزمتها الجلدية الجميلة والتي هي بلا كعب عال كي لا يقول من يراها تتصنع طول لن تبلغه ..
في الردهة تسير ، تدخل إلى المكتب متأخرة كعادتها ، منذ أن استلمت هذه الوظيفة وهي تتأخر دوما وقد ذكرها هذا الروتين بأيام الدراسة وكلا العهدين في حياتها مجرد استعراض .. عبارات المدير التي من المفترض أن تكون غاضبة فإذا هي لينة كرياح الشمال تطربها ، تجلس على المكتب وتفتح صحيفة اليوم على الصفحة قبل الأخيرة وتقرأ بنهم .. "حظك اليوم" .
تمت بحمد الله
ربما هي جميلة ، بل حقا هي كذلك ، من الغباء أن ننكر الجمال حينما نراه، فقط لأنه موجود بالحد الذي لن نراه ، صوت سلسلة المفاتيح في يمناها ينسجم مع صوت حذائها القصير ، يرمقها الشاب القادم من الاتجاه المضاد بسذاجة واضحة رغم البدلة التي يرتديها ، فتبتسم له ابتسامة صفراء وتخفض عينيها في دلال ، فيصطدم بالرجل الذي كان يسير خلفها ، فيرتفع صوت ضحك مجموعة من الصبية ذاهبون إلى مدارسهم ..
تدلف إلى محل أزياء ، تسأل عن ذلك القميص المرقع الذي يقول البائع أنه موضة في جنوب شرق البرتغال ، تأخذه وتدفع للبائع بلا جدال ، ولم تنس وهي خارجة أن تعيد تصفيف هندامها على الزجاج المنعكس، ولا زالت تسير ..
مجموعة من الفتيات قادمة ، صوتهن عال ، عال حقا ، واستطاعت أن تسمع كلمات على غرار : المكياج جعل وجهها أكثر سوءا ، تصورا ظننتها أمنا الغولة .. ويرتفع صوت ضحكاتهن عال .. عال حقا .. تسمع الجملة الأخيرة فتضحك هي الأخرى بصوت عال .. عال حقا ..
ها هي تصل .. كم أتعبها المسير ، لكنها مضطرة لذلك ، حرام ألا يرى جمالها سوى خمسة أشخاص تشاركهم السيارة ، بينما بهذه الطريقة يمكن أن يراها ألف شخص ، ثم كيف سيرون جزمتها الجلدية الجميلة والتي هي بلا كعب عال كي لا يقول من يراها تتصنع طول لن تبلغه ..
في الردهة تسير ، تدخل إلى المكتب متأخرة كعادتها ، منذ أن استلمت هذه الوظيفة وهي تتأخر دوما وقد ذكرها هذا الروتين بأيام الدراسة وكلا العهدين في حياتها مجرد استعراض .. عبارات المدير التي من المفترض أن تكون غاضبة فإذا هي لينة كرياح الشمال تطربها ، تجلس على المكتب وتفتح صحيفة اليوم على الصفحة قبل الأخيرة وتقرأ بنهم .. "حظك اليوم" .
تمت بحمد الله